جاري تحميل ... أحلامك هي حياتك

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أبواب الرزقحياة مطمئنة

راحة البال... كيف السبيل إليها


راحة البال، والسبيل إليها

راحة البال... كيف السبيل إليها؟


أحبابي في الله،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يقابلنا في حياتنا الفانية الزائلة، كثراً من الناس لا يحبون راحة البال، ولكنهم على الدوام كثيري الشكوى، فدائماً إن لم يجد شيئاً يشكوى منه، يخترع مشكلات. ويبدع في أن يضع تحت عنوان كتاب الشكوى ألاف الصفحات. العجيب أن أمثال هؤلاء الذين يشكون من كل شيء، ومن أصغر شيء، بل يصل بهم الأمر أنهم يستجلبون الهم والغم، ويبحثون عنه، ليس لأنفسهم وحدهم وإنما للمحيطين بهم.

ولهؤلاء لنا معهم وقفة، ويجب أن نذكرهم بأن كل إنسان تقابله وتمر عليه أثناء حياته عقباته سبع. لابد وأن يمر الإنسان بها. والإنسان إذا تذكرها ربما يروق باله، وربما يستريح باله، وربما يتغير ويصبح يبحث عن راحة البال، ويكتب صفحاته تحت عنوان أنا أريد راحة البال.

صناع النكد

ونقول لهم: هل تنتظرون إلا سبعاً؟ فقراً منسياً، أو غناً مطغياً أو مرضاً مقعداً، وأو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً أو المسيخ الدجال، وهو شر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهي وأمر.
هذه السبع عقبات ستقابل كل إنسان، أو قد تقابله واحدة بعد أخرى. فهو عندما توسع له الحياة أمور كبيرة ونعم كثيرة للأسف الشديد نجده يبتعد عن هذا ويبحث عن القلق والهم والغم ويستجذب الحزن أي  كما نطلق عليهم "صناع النكد".

والعادي أن الإنسان يعيش في بحبوحة العيش رجل أو امرأة، كبيراً أم صغيراً، عنده راتب يكفيه هو أولاده، عنده لقمة تكفيه وخرقة تواريه وجحر يأويه، خير له من الدنيا وما فيها. فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن: من أمسي آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.

فكثرة الشكوى لا تحل المشكلة، كثرة الشكوى تعطل وتعقد المشكلة، تجعل الحياة في صورة قريبة إلى السواد وإلى الكآبة وتصبح الحياة مرة، ويجعل حياة من حوله للأسف مرة.

ثمن راحة البال

هل تنتظرون إلا سبعاً؟

يعني الإنسان طالما مستور الحال، عليه أن يحمد الله ويرضا ويقنع بما رزقه الله. وإن لم يفعل ذلك سوف تأتيه أيام تهجم عليه في صورة فقراً منسياً، والفقر كان يستعيذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان علي رضي الله عنه يقول لو كان الفقر رجلا لقتلته. إذن الفقر شيء غير طيب، لماذا لأنه ينسي الإنسان - سبحان الله العظيم - الدنيا أذا أقبلت على إنسان أعارته محاسن غيره وإن أدبرت سلبته محاسن نفسه.
إن لم يأتيك الفقر المنسي، يأتيك الغني المطغي، غناً مطغياً، على شكل بورصة وأرباح وأموال رايحة وأموال جاية، وأرباح وخسائر وشركات وانتقالات وسبحان الله، يطغى المال الإنسان على وقته وعلى حياته وعلى عياله وعلى نفسه، فلا وقت عنده للصلاة ولا للعبادة، ولا وقت للأجازة، ولا وقت عنده للتواصل الاجتماعي، ولا وقت لقراءة القرآن. فهو فقراً منسياً أو غناً مطغياً.

أو مرضا مقعداً.. فنحن والحمد لله نمشي على أرجلنا ونسمع بأذاننا ونرى بأعيننا، والإنسان لا يذكر النعمة إلا بعد فقدها للأسف، فنعمة البصر نعمة، ولكن لا تعرف قيمتها إلا اذا ضعف بصرك، نعمة السمع نعمة ولكن لا نعرف قيمتها وأهميتها إلا إذا قل سمعك حينها تعرف نعمة السمع. الحركة، والجلسة هكذا بكل حرية، الكلام، حاسة الشم، وحاسة الذوق، قوة اليد، القدرة على العمل، أن تصلى راكعاً وساجداً، كل هذه نعم، فإذا فقدتها عرفت قيمتها.

ونحن نريد أن يعرف الإنسان المؤمن ويشعر بالنعمة في وجودها لا عند زوالها، فعندما تأتي الأمراض انظر إلى من هو أكثر منك مرضاً، اذهب يوم واحد فقط لمستشفى شوف العمليات الجراحية للمرضى بأنواعهم.. فأنت عندما تنظر إلى أصحاب الابتلاءات تستحي من نفسك تستحي على دمك، لأنه من غير المعقول نظل في شكوى طول العمر.

فيه ناس دائما شاكية، تسأله كيف حالك يافلان؟ فيكون جوابه: أهو عايشين.. عارف عايشين زي أيه.. زي الحشرات، ومن أعرض عن ذكري .. لم يقل ربنا سبحانه وتعالى .. فإن له حياة ضنكا .. بل قال: فإن له معيشة ضنكا، المعيشة دي عبارة عن أية معيشة، كمعيشة الحشرات والهوام، أي معيشة. لكن المؤمن يحي، ولنحيينه حياة طيبة، الحياة الطيبة هي الحياة التي فيها روح التفاؤل والإقبال على الله عز وجل.

راحة البال

أما أن نظل في دائرة الشكوى ونتمارض حتى نمرض، والله فيه ناس سبحان الله يستجذب المرض نحو نفسه، يقول ياه أيدي بتترعش عيني مش عارف مالها، أذني ... سبحان الله، وتنقلب الأمور إلى حقيقة، وتصير أمراض، ويدخل في دائرة لا يخرج منها، يذهب للطبيب فيقول له والله ما في عندك شيء، فيعلق الأمور على أشياء أخرى، وهذا ليس من دين الله عز وجل.

ثم مرضا مقعداً.. أو موتاً مجهزا، إذا لم يكن فقر ولا غني ولا مرض يأتي الهرم.. بلغت من الكبر عتيا، ربي إن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً، ولم أكن بدعائك ربي شقيا. هكذا كان دعاء سيدنا زكريا وهو يبث شكواه إلى الله عز وجل.

فالإنسان المسلم ينتظر الهرم لكن قبل أن يأتي خذ من حياتك لموتك ومن شبابك لهرمك، اعمل خير كبير وأنت شاب لا تضيع شبابك في المعاصي وإنما استغله في الخير وعمل رصيد علشان لما تكبر تجري عليك الحسنات التي كنت تعملها أيام الشباب.

هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غناً مطغياً أوهرماً مفنداً أو مرضا مقعداً أوموتاً مجهزاً، أو ماذا بعد.. أم المسيخ الدجال فشر غائب منتظر، أنت منتظر أيه علشان المسيخ يطلع وتنتهي الدنيا وتظهر علامات الساعة، فشر غائب منتظر. أم الساعة والساعة أدهى وأمر. كل واحد يمر بهذه السبعة.

باب الأمل

ولو أنت عايز تفتح باب أمل باب رجاء انظر ماذا أنزل الله إليك، من صحة وستر ومال وبيت وزوجة وأولاد وحركة و حياة، وقدرة ، وحب للعلم وحب للخير، هذا من الله لك. وإذا أردت أن تفتح على نفسك باب الخوف، فانظر ماذا منك أنت إلى المولى عز وجل: تقصير، وشكوى، وسبحان الله تذهب تشكوى الذي يرحم للذي لا يرحم.
فلا تكن مراً ولا تجعل حياة الناس مرة. سبحان الله العبد الصالح هو الذي يتفاءل العبد الصالح هو الإنسان الذي يجد الخير في الغير ويجد الخير في نفسه.

كيف ابحث عن راحة البال؟

الناس كلها بالها مشغول، دماغها مشغول، دائما في حالة قلق وتوتر، في حالة استنفار، أبحث عن ماذا يضايق اللي أمامي، أو اللي يخليه متنكد.
على العكس من ذلك إن أردت راحة البال، أدخل السرور على الناس ولا تبحث عما يحزن الناس فتقوله، ولا عما يحزن الناس فتفعله. بل حاول اراحة الناس، في التعامل، في الكلام، في تلقى الأخبار، في ردود الأفعال، ولا داعي أبدا أن تكون مستنفراً وقلقاً ومتوتراً في كل حال.

أهمية راحة البال

فكيف تأتي راحة البال؟

أولا: راحة البال تأتي من الابتسامة، عنوان راحة البال سبحان الله هي الإبتسامة، فالشجاع فالشجاع عندي من يغني والدمع في الأجفان- سبحان الله- قلبه ملئ بالأحزان والهموم لكن عندما يلقى - سبحان الله العظيم- يرى نفسه أنه فوق الأحداث، وأنه إنسان عنده يقين بأن الغد خيراً من اليوم، وأن بعد غد إن شاء الله إن كان من أهل الدنيا خير من الغد وهكذا. يلقي الدنيا بابتسامة، الابتسامة تفتح الأبواب المغلقة، وإذ الإنسان في حالة من راحة البال التي يجب أن يبحث عنها.

ثم راحة البال، أو الابتسامة تأتي بهدوء الأعصاب، وليس تبلد الحس، فعليك أن تغضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله، تحزن اذا رأيت نفسك لا تستطيع أن تمد يد العون لمن يحتاج المساعدة. فيجب علينا أن نهدأ قليلا ًبأعصابنا، حتى نشعر بانشراح الصدر لأن الأمور لا تأتي إلا بأمر الله وبعين الله سبحانه وتعالي. 

لكن الشيطان يأتي ليعكر صفو بال الإنسان، فأول شيء يجعل الإنسان كثير الشكوى، وكثير الشكوى الناس لا يحبون الجلوس معه، وتمل جلسته. وكثير الشكوى لا يعرف الشكر ولا يعرف النعمة لأن كثير الشكوى للأسف بعيد عن  دائرة الحق.
والعبد الصالح يشكو لله ولا يشكو لعباد الله. إنما أشكو بثي وحزني إلى الله.

ثم ثانياً: التسامح ولابد لنا بشيء من التسامح، زوج يرى زوجته أحيانا سليطة اللسان أو تغضبك أو العكس، قبل أن تتصرف كرد فعل عليك أن يقيس مساحة الخير التي سبقت من هذا الرجل أو من هذه الزوجة، مساحة الخير الأول، يقول ياالله صبورة ولا تشكو وتستر عيوبي، وإلى آخره، فيرى هذه الخطأ قليلا، يرى أنها عاملة عدد كبير من الحسنات وبجوارها قليل من السيئات، ونفس الأمر مع الزوجة تجاه الزوج. التمس لأخيك من عذر لسبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا واحداً فقل لعل له عذرا لا أعلمه. اذن العبد عليه أن ينظر في عثرة الأخر فيعفو ويتسامح ويتغافل ويتغافر. ليفوز براحة البال.

دعاء لراحة البال

رزقنا الله وإياكم، الرضا والقناعة، والابتسامة، والقدرة على التسامح والتغافل، لنفوز براحة البال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *