أحبابي في الله .. الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله.
موضوعنا اليوم عن القرين، لا شك أن لكل إنسان منا
قرين ملازم له لا يفارقه أبدا حتى الممات
هو شيطان موكل لكل إنسان تبدأ مهمته منذ الولادة ولا تنتهي إلا بعد الوفاة
حيث روى مسلم
في صحيحه عن ابن مسعود رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالك ما منكم من
أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يارسول الله وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم
فلا يأمرني إلا بخير.
ورى الإمام
البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان
غير مريم وابنها.
وكانت عصمة سيدنا عيسى وأمه من مس الشيطان استجابة لدعوة أم مريم
كما قال الله تعالي في كتابه" وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان
الرحيم".
وهذا القرين هو
الشيطان باتفاق أهل العلم، ومهمته هي إغواء بني آدم وتزيين الباطل له وصده عن صراط
الله المستقيم.
ونسبة تسلط القرين على الشخص تكون بحسب قوة ايمان الشخص أو بحسب
قربه أو بعده من الله تعالى. لكن هناك أسباب تجعل القرين يتسلط على الشخص بشكل
قهري أو يستحوذ عليه مسببا له أعراض نفسية
وسلوكية.
ثانيا: أعراض تسلط القرين
هناك
أعراض تحصل لكل من يعاني من تسلط القرين وهي:
الخوف/ الشك/
الوسوسة/ سرعة الغضب/ الأرق وعدم القدرة على النوم/ خفقان مفاجئ في القلب/ الحزن
والكآبة وفقدان الأمل/ العزلة والإنطواء/ كثرة النسيان/ ضعف التركيز/ التشاؤم وسوء
الظن والتحصر على الماضي.
وهذه الأعراض
قد تجتمع كلها في الحالات القوية أو يكون بعضها في الحالات المتوسطة
ثالثا: أسباب تسلط القرين
بعد التتبع
والاستقراء تبين أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل القرين يتسلط على الإنسان وهي:
1- البعد عن ذكر
الله، قال تعالى" ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين".
وذكر الله يشمل الصلاة وقرأة القرآن والأذكار المشروعة والتسبيح والإستغفار. فم
ترك ذكر الله فهو عرضة لاستحواذ الشيطان.
2- الإضطرابات
والصدمات النفسية، وهو السبب الأكثر شيوعا بين المصابين باستحواذ القرين والصدمات
هنا تكون بصور مختلفة مثل وفاة شخص قريب أو فقدان شيء ثمين أو الرسوب في امتحان
مهم مثلا أو الإفلاس وخسارة وظيفة وغير ذلك من الأسباب الدنيوية التي قد يقابلها
الشخص بإيمان ضعيف وبتسخط وتجزع على قدر الله فيكون عرضة لتسلط القرين واستحواذ
الشيطان.
وأيضا ضغوطات الحياة وكثرة المشاكل سواء العائلية أو العملية قد تكون
عاملا مسببا مؤدي إلى تسلط القرين، فنفس الإنسان إذا كان فيها اختلال أو اضطراب
فهي تعتبر سفينة أو مركب يمطتيها الشيطان ليتسلط على الإنسان.
3-
إصابات العين والحسد، لأن
العين والحسد يسببان خلل في كيمياء الجسد واضطراب في الأخلاق الأربع ناهيك عن
الحرارة التي تسببها العين والتي تعتبر من أهم الأمور التي يستغلها الشيطان الذي
خلق من مارج من نار كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من بني آدم مجرى الدم. وهناك من توسع وقال: أن
هناك أسباب أخرى لتسلط القرين كأن يتسلط بسحر أو أنه قد يعشق صاحبه، والله وأعلم
وحالة استحواذ القرين هذه قد تشخص عند الطب النفسي
بتشخيصات مختلفة بحسب الحالة، وبحسب الأعراض الأكثر تأثيرا في الشخص، وقد يقول
قائل لماذا نجد بعض الحالات تشفى عند المعالج النفسي؟ وتختفي هذه الأعراض بعد
جلسات سلوكية وتمرينات معينة.
نقول وبالله التوفيق أن هذا قد يحصل فعلا في حالات
الصدمات النفسية أو الإضطرابات النفسية التي يستغلها القرين التي ذكرناها سابقاً،
فحين تعتدل النفس سيخنس القرين لأن النفس المضطربة التي كان يستفيد منها قد
اعتدلت.
أما اذا كان التسلط بسبب عين أو حسد فإن العلاج النفسي لن يجدي شيئا، فيجد
المعالج النفسي أن الحالة لا تستجيب نهائيا للعلاج حيث أن الحالة هنا إصابة روحية
وليست نفسية والله أعلم، بما أن أستحواذ القرين قد يختلف تصنيفه بحسب المسبب فقد
يعتبر حالة نفسية إذا كان المسبب نفسي وقد يعتبر حالة روحية إذا كان المسبب روحي
وهكذا.
رابعاً: علاج استحواذ القرين
بالنسبة للعلاج ينظر لسبب التسلط اذا كان السبب هو إصابة
عين وحسد فيتبع المصاب برنامج رقية متواصل وسيلاحظ نقصان هذه الأعراض بموازة أعراض
العين وتزول بزوال أعراض العين.
إما اذا كان تسلط بسبب البعد عن ذكر الله فالعلاج
يكون بالاستقامة على شرع الله والإمتثال لأوامره واجتناب نواهيه وكلما اقترب العبد لربه سيلاحظ انشراحا
وسعادة في قلبه.
أما إذا كان التسلط بسبب صدمة نفسية
فعليه أن يراجع معالج نفسي ولا بأس بأن يتخذ بعض الأسباب المشروعة بأن يرقي نفسه
ويكثر من الأذكار والدعاء ويقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى راجيا من الله أن يشفيه
من كل داء.
وختاماً
نسأل الله العلي الكبير أن يرزقنا حياة طيبة مطمئنة وأن يبعدنا عن كل شر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق