متى يرفع الله عنك الابتلاء؟أمور إن فعلتها بصدق وإخلاص ويقين رفع عنك البلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه ومن والاه وسلم عليه تسليما كثيرا، وبعد،،،
متى يرفع الله عني البلاء؟
سؤال يجول في خاطر كل شخص، فلا يوجد شخص واحد على ظهر
الأرض لا يعاني من الابتلاء، يسأل كل منا نفسه، متى يرفع الله هذا البلاء عني؟
أخي الحبيب أختي الفاضلة، اذا أردت أن يرفع الله عنك هذا
البلاء الذي تعاني منه، فالأمر بين يديك، أنت تستطيع أن ترفع هذا البلاء عن نفسك
بنفسك، أعلم أنك ستتعجبون، وكل منكم يسأل نفسه؟ كيف يمكن لي أن أرفع هذا البلاء عن
نفسي، فقد تكون مبتلى بمرض خبيث والعياذ بالله، فكيف تداوي نفسك، وقد تكون مبتلى
بفقد شخص عزيز عليك، فكيف يمكن ان ترجعه؟ وقد تكون مبتلى بالعقم، فلا تستطيع أن
تنجب، فكيف يمكن أن تنجب؟ وقد تكون مبتلى بديون يستحيل عليك سدادها، فكيف يمكن
سدادها؟
كثيرة هي الابتلاءات التي نتعرض لها في حياتنا اليومية،
وتختلف من شخص لآخر كل على قدر ايمانه، وكلما دخلنا في ابتلاء تمنينا لو استطعنا
الخروج منه بأي ثمن، ولو علمنا أن البلاء لا يقع إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة،
لاختصرنا الكثير من الوقت الذي نبتلى به.
يقول سبحانه وتعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ويعفو عن كثير. ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أنه جعل البلايا والمصائب
التي تصيب الإنسان بمثابة المنبه الذي يوقظ الإنسان من غفلته عن ربه. فتأتي هذه
المصائب لتعيد العبد إلى السبيل المستقيم، وتنبه أصحاب القلوب الحية للعودة إلى
الله والتوبة.
لم يتركنا الله سبحانه وتعالى ولا رسوله الكريم صلى الله
عليه وسلم، فريسة للبلايا والمصائب حتى ولو كانت بأيدينا، بل شرع الله لنا العلاج
ودلنا عليه لنأخذ بالأسباب، إذن الأمر بين يديك، وما عليك إلا عدة أمور هي بسيطة
جداً بإذن الله، ولكن ليس الكثير منا يستطيع فعلها.
أمور إن فعلتها بصدق وإخلاص ويقين رفع عنك البلاء
قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن
عباس رضي الله عنهما: أعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر
يسر. فإذا نظر الله سبحانه وتعالي إليك ووجدك صابرا محتسبا لله تعالى رفع الله عنك
هذا البلاء وعوضك خيرا.
الأمر الثاني: عدم اليأس من رحمة الله
قال الله تعالى
في كتابه الكريم: إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. فإياك أن تيأس من
رحمة الله، إياك أن تظن أن الله تعالى رب العالمين يراك وأنت تتعذب وتعاني فلا
يفعل لك شيئا، الله تعالى رحيم كريم ولن يضيعك الله أبدا سبحانه وتعالى. فقط ثق به
ولا تيأس من رحمته، واصبر، وسيدفع الله عنك هذا البلاء قريبا ويعوضك خيرا.
الأمر الثالث: الرضا
سمع الإمام الشافعي رحمه الله رجلا
يقول: يا رب هل أنت راضاً عني، فقال له الإمام وهل أنت راضاً على الله، حتى يرضى
عنك جل شأنه، فقال الرجل: كيف أرضى عنه وأنا أطلب رضاه قال الإمام الشافعي إذا كان
سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله، فإذا رضيت بقضاء الله وقدره
وحمدته جل وعلا في الضراء كما تحمده في السراء رفع الله عنك هذا البلاء وعوضك
خيرا، قال النبي صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وأن الله تعالى
اذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. فإياك أن تظن أن
الله تعالى يبتليك لأنه لا يحبك أو لأنه يثأر منك بسبب كثرة ذنوبك حاشاه الله
سبحانه وتعالى فما ابتلانا إلا لأنه يحبنا، يريد أن يطهرنا جل شأنه حتى نذهب إليه
ولا نحمل خطيئة واحدة.
الأمر الرابع: الصدقة
الصدقة من أهم أسباب دفع البلايا
قبل وقوعها، قال ابن القيم رحمه الله: للصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو
كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر فإن الله تعالى يدفع به عنه أنواع من البلاء،
وهذا الأمر معلوم لدي الناس، لأنهم قد جربوه. وقال رحمه الله للصدقة فوائد ومنافع
لا يحصيها إلا الله، فمنها أنها تقي مصارع السوء وتدفع البلاء حتى أنها لتدفع عن
الظالم.
الأمر الخامس: الاستغفار
قال النبي عليه الصلاة
والسلام، من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هما فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من
حيث لا يحتسب. وقال سبحانه وتعالى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله
معذبهم وهم يستغفرون. الاستغفار سبب لنزول الرحمة ودفع البلاء، قال تعالى: لولا
تستغفرون الله لعلكم ترحمون. فنحن أحوج ما نكون إلى الاستغفار، لأننا نخطأ بالليل
والنهار، إذا استغفرنا الله غفر لنا جل جلاله. فعن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله. فأكثروا من
الاستغفار فهو يرفع البلاء كما ترفع ورقة خفيفة من الأرض.
الأمر السادس: الدعاء
الدعاء من أقوي الأدوية لدفع
البلاء قبل نزوله فقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله الدعاء من أنفع الأدوية وهو
عدو البلاء، يدافعه وبعالجه ويمنع نزوله. الله تعالى يجيب دعوة المضطر اذا دعاه
مهما كان، فإذا تثاقلت عليك الحياة بهمومها ولم تعرف كيف تخلع ثوب الابتلاء فعليك
بكثرة الدعاء فالله تعالي مجيب يجيب دعوة الداع إذا دعاه، فالله لا يرد من دعاه
ولا يخيب من رجاه. يقول الله سبحانه وتعالى: ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم
بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم
وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.
فردد دائما كما كان يردد النبي صلى الله عليه وسلم فيما
معناه: اللهم رحمتك التي وعدتني بها أرجو فلا تكلني إلى نفسي لمحة عين، وأصلح لي أموري
كلها، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.
وقال صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بشيء اذا نزل برجل
منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ربه ففرج عنه، قالوا بلي يا رسول الله،
فقال صلى الله عليه وسلم: دعاء ذا النون يونس وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين.
فاللهم يا رحمن يا رحيم يا أكرم الأكرمين اجعلنا ممن
يوفقون للقيام بهذه العبادات خالصة لوجهك الكريم، وصلى اللهم وسلم وزد وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق