الرئيسية حياة مطمئنة

حياة مطمئنة

وجيه يونس 0

A+ A-

facebook twitter

لماذا تنسى حلمك بعد استيقاظك من النوم؟ 

وماذا يجب علينا عند نسيان الأحلام  

أحبتي في الله أينما كنتم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلى اللهم على رسولنا الكريم سيد المرسلين، وخاتم النبين، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين... أما بعد،،،

الكثير من البشر يشتكي من مشكلة، ويحس أنها مشكلة كبيرة جداً وهامة لأقصى حد، وهي أنه فور استيقاظه من النوم ينسى الحلم أو الأحلام التي جاءته أثناء نومه، ويتمنى لو عرف السبب في هذه المشكلة، فهمه الأول هو تذكر هذه الأحلام أولاً ثم محاولة تفسيرها ومعرفة ما ترمز إليه ثانياً خاصة إذا كانت مبشرة بالخير أو تخص أشخاص هامة أو مواقف معينة في حياته.

فهل تعرف لماذا تنسي حلمك فور استيقاظك من النوم؟

الإنسان والذاكرة والأحلام 

عندما تستيقظ في الصباح وتفتح عينيك بعد ليلة قد تكون سعيدة وقد تكون غير ذلك، وتبدأ في التفكير ومحاولة تذرك الحلم الذي جاءك في المنام الليلة السابقة، فإنه يبدو في كثير من الأوقات أنه من الصعب تذكر تفاصيل هذا الحلم، أو الحلم بشكل كلي، فلماذا ننسى الأحلام عندما نستيقظ في الصباح؟ بهذه الطريقة أو بهذه السرعة كما يبدو لنا؟

من طبيعة الإنسان أن ينسى المعلومات غير الأساسية، طالما لم يلفت شيئا ما انتباهنا أو كانت معرفته غير مهمة. وغالبا ما نقوم بتجاهله ونسيانه، مثال ذلك: ارجعوا بذاكرتكم إلى الوراء وأخبرونا بماذا كنتم تفكرون أثناء تناولكم لوجبة الفطار، بالتأكيد لن تستطيعوا أن تتذكروا ولو القليل. يعتقد العلماء ان نفس الشيء يحدث لنا مع الأحلام.

إن الرؤية هي رسالة من ربنا لك، فهي عبارة عن رسالة يأخذها الملك الموكل من اللوح المحفوظ ثم يوحيها ليك وأنت نائم. والشيء المهم هو أن كل رؤية قد تكون رسالة من الله، ومش كل رؤية بتكون رسالة لك، فمن الممكن أن الشيطان يلعب عليك وأنت نائم، وممكن يصور لك أي شيء يصيبك بالحزن. 

والرؤية ثلاث أقسام: قسم من الله وهي الرؤية الصالحة، وقسم يحدث الإنسان به نفسه في يقظته فيراه في نومه، والقسم الآخر النجوى اللي هي حزن من الشيطان الذي يحاول دائماً أن يجعلك حزين ومهموم.

وسبحان الله ذاكرة الإنسان تشتمل على ثلاثة أقسام أول ذاكرة مخيلة وهي التي تجعلك تشوف الرؤية من البداية للنهاية، وذاكرة ناقلة التي تأخذ الرؤية من الذاكرة المخيلة للذاكرة الحافظة التي تحفظ الرؤية الصادقة فتقوم من النوم فاكر الرؤية بتفاصيلها الكاملة ومن البداية للنهاية.

سبب نسيان الأحلام فور الاستيقاظ من النوم 

حاول فريق مشترك من أمريكا واليابان الإجابة عن هذا السؤال، فتبين لهم أن الدماغ ينسي من تلقاء نفسه عندما يدخل الشخص في مرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم. 

وهذه المرحلة التي تكون فيها حركة العين سريعة هي مرحلة من النوم، تحدث بعد إعلاق العين بحوالي ساعة ونصف، وتتضمن حدوث شلل الأطراف وارتفاع معدل ضربات القلب وتحرك العين بسرعة مع الأحلام.

وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن النسيان أثناء النوم يحدث بسبب خلايا عصبية معينة وهي المسؤولة عن إفراز الهرمون المحفز للشهية.

وأن تفعيل خلال عصبية معينة أثناء مرحلة حركة العين السريعة هو الذي يحدد ما إذا كان الدماغ سيتذكر معلومات جديدة، بعد ليلة نوم عميقة.

وقد تم عمل تحليل خاص لخلايا الدماغ المنتجة للهرمون الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم النمو والشهية، ودلت النتائج أن غالبية خلايا الغدة النخامية المنتجة لهذا الهرمون كانت نشطة أثناء مرحلة حركة العين السريعة. بينما ثلث الخلايا تقريبا نشطت فقط عندما كانت العيون مستيقظة.

وأجريت تجربة أخرى لمعرفة كيف يؤثر هذا الهرمون على قدرات التعلم والذاكرة، وتم استخدام أدوات جينية محددة لتحفيز وتثبيط الخلايا العصبية واجراء اختبارات ذاكرة.

فأظهرت النتائج أن تفعيل الخلايا المنتجة للهرمون قلل من قدرة الأشخاص على تخزين معلومات جديدة أما عند تثبيط الخلايا فقد تحسنت قدرة التخزين. وعندما يكون الهرمون نشطاً خلال مرحلة العين السريعة، أظهرت التجارب تحسنا في اختبارات الذاكرة عندما ثبطت الخلايا أثناء النوم.

وخلصت النتائج إلى أن الخلايا العصبية المفرزة للهرمون تساعد الدماغ على نسيان المعلومات الجديدة غير المهمة، وبما أن الأحلام تحدث بشكل رئيسي خلال مرحلة حركة العين السريعة، لذا يتم نسيانها فور الاستيقاظ من النوم.

والخلاصة 

أن الأشخاص الذين يتذكرون أحلامهم يستيقظون مرات متقطعة أثناء نوهم أكثر من الأشخاص الذين لا يتذكرونها، مما دفع العلماء إلى الاعتقاد أن ذلك الاستيقاظ يسمح للنائم أن يسجل تفاصيل الحلم في الذاكرة طويلة الأمد مما يجعله يتذكره في الصباح، فكلما ظل مستيقظا كلما سجل تفاصيل أكثر.

أحبابي في الله يجب علينا عند نسيان الأحلام أو الرؤى ألا نتذكر هذه الأحلام أو الرؤى، أو مراجعة ذاكراتنا لتذكرها، واعلم أن ربنا سبحانه وتعالى لو أرسل لك رؤية صادقة عمرك ما هتنساها نهائيا. 

ولذا أخي الكريم وأختي الكريمة، فالحلم الذي يكون سيئا فلا تحاول أن تتذكره أو تحدث به نفسك أو تحيكه لشخص آخر، وبإذن الله لن يضرك، واعلم أنك لو عملت مثل ما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تتفل على يسارك ثلاث مرات وتقول أعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان ثلاث مرات وتغير موضع نومك، وبإذن الله لن تضرك أبداً. 

ومن أحسن الظن بالله فالله سبحانه وتعالي كان عند حسن ظن عبده، وإياك أن تظن بالله ظن سيء حتى لا تتعرض للأذى والضرر. 

جعل الله أحلامك سعيدة مبشرة بكل خير وسعادة

الوسوم: حياة مطمئنة