علامات حب الله للعبد
أيها الأحباب في الله أينما كنتم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين
موضوعنا اليوم عن علامات حب الله للعبد، فهناك علامات ودلائل إن وجدتها في نفسك أو أحداً ممن تحبه أو يهمك أمره، فاعلم أن الله يحبك أو يحب هذا الشخص إن توافرت فيه هذه العلامات. فما هي أهم هذه العلامات؟ وكيف يعرف البعد أن الله يحبه؟
علامات حب الله للعبد
الأولى: أن يحميك الله من فتن الدنيا
من سنن الحياة أن الدنيا في قلوبنا نحبها، وهذا قضاء وقدر، قال تعالى" تحبون المال حبا جما"، وفي سورة العاديات يقول الله سبحانه وتعالى" وإنه لحب الخير لشديد"، الخير هنا يقصد به المال والدنيا، ولذلك حبنا للدنيا يعمينا، ويجعلنا نخلص لها ونعادي فيها ونحب فيها، لكن من علامات حب الله لك أن يجعل الدنيا في يديك.
فلا تفتنك امرأة ولا غيرها من فتن الدنيا، فمن الملاحظ أن بعض الناس لم يفتن مع الناس لا بالصور، ولا باليوتيوب، ولا بالسفريات المحرمة، ولا بالحرام.
يرى الربا أمامه، والحرام أمامه، ويحاولون رشوته فيكتبون اسمه في كشوف الانتداب، وفي خارج أوقات العمل ينزلون اسمه ليصرف الأموال بغير وجه حق. فيقف ويقول أنا لم أذهب للانتداب ولا عملت في هذه الأوقات حتى تعطوني أموال.
ويحاولون إغوائه يابني الحلال انفع نفسك خذ عشرين ألف وخلص هذه المصلحة، يقف ويقول لا، ولا جنيه حرام أنا أحب الله أكثر من الدنيا، الله صارفني عنها، هذا من علامات حب الله أن يصرفك عن فتن الدنيا كلها.
الثانية: أن يبتليك الله فيما تحب
أحبابي وهذه العلامة واقعة لكثر من الناس، فكل منا يقول: اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، فمن علامات حب الله أن يبتليك في نفسك أو ولدك أو مالك، أو يعاديك من كان حولك، ولذلك في الحديث: إذا أحب الله عبدا أصاب منه، أبتلاه، ولا يزال البلاء بأحدكم حتى يمشي وليس عليها خطيئة.
الله أكبر، ولذلك أهل البلاء هم الأنبياء، ولذلك قال الله عز وجل: "فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل"، وأخبر الحبيب عندما آتاه أصحابه يسألونه أن يدعو لهم قال: إنكم قوم تستعجلون. كان من كان قبلكم يؤتى به، فينشر ما بين لحمه وعظمه. ابتلاءات عظيمة وكثيرة، والذي يفعل به ذلك من أحباب الله ومن أولياءه ومن عباده وممن يحبهم، ولكن لهم منازل بالجنة لا يصلون إليها إلا بالصبر على البلاء.
ولذلك أحبتي، عندما نجا الله أيوب من الابتلاء، قال: "إنا وجدناه صابرا نعم العبد" ثمانية عشر سنة مريض وعاجز ولا حول ولا قوة له. وأبناءه يموتون وزوجاته أيضاً، ولا تبقي إلا زوجة واحدة له وتبيع شعرها وتخدم في البيوت.
فلم رأى كل الأبواب تغلق في وجه، وكرهه الناس، وقذره الناس، واحتقروا زوجته بعد أن باعت ضفائرها، رفع العين وهو على الأرض، والقيح يتفجر منه وقال: "رب إني مسني وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له، اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب" .. إذن البلاء من علامات حب الله.
الثالثة: أن يرزقك الله القبول في الأرض
أيضاً من علامات حب الله لك، أن ينشر الله لك القبول في الأرض، وإياك أن تعادي عبداً أحبه الله ونشر القبول له، فأقبح عباد الله فوق الأرض من يريدون أن يرفعوا حب الله لعبد من الأرض.
فالله إذا أحب عبداً نادي جبريل وقال: إني أحب فلاناً فأحبه، ثم ينادى له في السماء ثم يوضع في الأرض، اللهم يارب أنزل حبك لنا في السماء والأرض واجعلنا من أولياءك وأصفياءك وأعذنا من البلاء وجهده يارب العالمين، وأدخلنا الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب ياأكرم الأكرمين، أنت أكرم مسئول. فالقبول في الأرض من علامات حب الله جل وعلا للعبد.
الرابعة: أن يرزقك الله حسن الخلق والرفق
ومن علامات حب الله للعبد أن يرزقك الله حسن الخلق والرفق والحلم، الحليم منا الله يحب هذه الخصلة منه، في الحديث ابن عبد قيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله، يارب لا تحرمنا فضلك وجملنا بالأخلاق كما جملت خلقنا فجمل أخلاقنا.
من علامات حب الله أن يهديك للخلق الحسن يهديك لطلاقة الوجه أن يهديك لبذل نفسك للناس، أن يهديك للصبر على الأذى، أن يهديك للكرم، أن يهديك لصلة الرحم، أن يهديك لإكساب المعدوم.
ولذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم قبل أن يكون نبياً هيئه الله وصنعه ربي على عينه فجعله أحسن الخلق خلقاً، فلما أتى من غار حراء قال: زملوني، انظر للزوجة الصالحة قالت: كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله إنك لتصل الرحم، إنك لتسكب المعدوم، إنك لتعين على نوائب الدهر، إنك لتكري الضيف.
معنى ذلك أن الله اصطفاك بهذه الرسالة لأن أخلاقك أخلاق العظماء. بل هو خير الورى بأبي هو أمي. فمن علامات حب الله أن يرزقك حسن الخلق، فأسالوا الله حسن الخلق كما كان الحبيب صلى الله عيه وسلم يفعل دائماً. فإن الله إن شاء بك خيراً جمل باطنك كما جمل ظاهرك. والله جميل ويحب الجمال ومن أعظم الجمال جمال الخلق.
ولذلك أحبابي خلقي وخلقك لا نستطيع أن نغيره، مع أن الله لا يخلق إلا جمالاً والله لا يخلق الشر المحض، وفي كل زاوية في الكون جمال، ويمكن تـرى الشيء الشين في عينيك زين في عيني أنا، لكن في النهاية كله جميل.
فالله جميل يحب الجمال ولذلك من جمال روحك أن تجمل أخلاقك.
وختاماً
هذه بعض علامات محبة الله للعبد، فإذا رأيتها في نفسك أو فيمن حولك ممن يهمه أمرك فأبشر بكل خير وادعو الله أن يثبتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق