كيف يكون حسن الظن بالله؟
حسن الظن
بالله، قضية فيها كلام كثير، فكيف يكون حسن ظننا بالله عز وجل؟ هلي يكون بالنية
فقط، أم بالإيمان فقط، أم بالعمل فقط، أم بالتوكل على الله فقط، أم بالأخذ
بالأسباب فقط، أم بكل هذه الأشياء معاً؟ أم بماذا يكون حسن الظن بالله؟
وفي هذه
المقالة نورد بعض الإرهاصات من العالمين والعارفين والمحبين بالله، يبثون فيها حسن
ظنهم بالله ورجاهم فيه، لنتعلم منهم، كيف يكون حسن الظن بالله.
وما أحسنت حسن
الظن والرجاء بالله ؟؟؟
فمن أحب شيئا أحسن الظن به ورجاه.
مرض اعرابي
فقيل له: إنك تموت
قال: أين يذهب
بي
قالوا: إلى الله
عز وجل
قال فما أجمل
الموت.
وما أجمل لقاء
الله
إنه حسن الظن
بالله
ومن أحب شيئا
أحسن الظن به
قال أحمد بن
الحواري:
سمعت أبي سليمان الدراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته مناجياً ربه
لأن طالبتني بذنوبي
لأطالبنك بعفوك
ولأني طالبتني
بتوبتي
لأطالبنك بسخائك
ولأن أدخلتني
النار
لأخبرن أهل
النار أني أحبك
قال أيوب السختياني:
إن رحمة قسمها
في در الدنيا
وأصابني منها إلاسلام
إني لارجو من
تسعة وتسعين رحمة
ماهو أكثر من
ذلك
وقال بعض
العباد
لما علمت أن
ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني
زال عني حزني
لأنه الكريم
الذي اذا حاسب عبده تفضل
ياالله، ياالله
لو يعلم
المدبرون عنه
كيف انتظاره
لهم
ورحمته إياهم
وشوقه إلى ترك
معاصيهم
لتقطعت أوصالهم
شوقاً إليه
فكيف بالمقبلين
عليه
وإني لأرجو
الله حتى كأنني
أرى بجميل الظن
ما الله صانع
قال ابن
المبارك:
جئت إلى سفيان
الثوري عشية عرفة وهو جاثي على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له: من هو
أسوء هذه الجمع حالاً
قال: الذي يظن
أن الله لا يغفر لهم
أليس هو الذي
قال: ورحمتي وسعت كل شيء
من الذي يحصي
نعمك
ويقوم بأداء
شكرك
إلا بتوفيقك
وانعامك وفضلك
وإني لادعو
الله أطلب عفوه
وأعلم أن الله
يعفو ويغفر
فإن أعظم الناس
الذنوب
فإنها وإن عظمت
ففي رحمة الله تصغر
قال الربيع ابن
أنس:
علامة حب الله
كثرة ذكره،
والشوق إلى لقائه
فمن أحب شيئا
أكثر من ذكره
وأحب لقائه
وقيل:
مت بداء الهوى
وإلا فخاطر
وأطرق الحي
والعيون نواظر
لا تخف وحشة
الطريق اذا جئت
وكن في خسارة
الحب سائر
واصبر النفس عن سواهم
فإن لم تجب
بصبر فصابر
وصم اليوم
واجعل الفطر يوما
في تلقي الحبيب
بالبشر شاكر
وافطم النفس عن
سواهم
فكل العيش بعد
الفطام نحوك صائر
ياأخي اللب
إنما السير عزم
ثم صبر مؤيد
بالبصائر
يالها من ثلاثة
من ينالها يرقى
يوم المزيد فوق المنابر
كان يحيي بن
معاذ الرازي يردد دائما ويقول:
إلهي
إن كان صغر في
جنبي عطائك عملي
فقد كبر في حسن
رجائك أملي
اللهم إن كنت غير
مستاهل لما أرجو من رحمتك
فأنت أهل أن
تجود على المذنبين بفضل سعتك
إلهي
لو ما عرفت من
عدلك ما خفت من عذابك
ولولا ما عرفت
من فضلك ما رجوت ثوابك
إلهي
إن كنت لا تعفو
إلا لأهل طاعاتك
فإلى من يفزع
المذنبون
وإن كنت لا
ترحم إلا أهل تقواك
فبمن يستغيث
الميسئون
إلهي
أين يذهب الفقير
إلا إلى الغني
وأين يذهب
الذليل إلا إلى العزيز
وأنت أغنى
الأغنياء وأعز الأعزاء
ياأرحم
الراحمين
قال الجنيد:
من
قال الله همه، طال حزنه،
فقال الشبلي:
لا ياأبا القاسم: بل من كان همه زال حزنه
وكان لولي من
أولياء الله غلام كثير الصلاة والبكاء
فسأله يوماً عن سبب كثرة صلاته وبكائه
فقال: قطع ذكر العرض والوقوف أمام الله
أوصال المحبين.
وكان يحيي بن
معاذ الرازي يقول:
يامن ذكره أعز
على من كل شيء
لا تجعلني يوم
ألقاك بين أعدائك أذل من كل شيء
قال ابن القيم:
من أدرك قدر
مطلوبه هان عليه جهده فيه
وقال الإمام
القروي،
وأعظم الرجاء
رجاء أرباب
القلوب
وهو رجاء لقاء
الخالق
الباعث على
الاشتياق
وهذه الرجاء
هو محض الإيمان
وزبدته
وإليه شخصت
أبصار المشتاقين
وهل للمحب راحة
إلا عند لقاء
حبيبه
فاتخذ الله
صاحباً
ودع الناس كلهم
جانباً
اسمع من خبر
يوم يلقونه
ويلاقاهم
ويرونه ويراهم
جعلنا الله وإياكم
ممن يحسن الظن
بالله
وممن يسمع
الكلام
فيتبع أحسنه
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته،،،
وصلى اللهم على
سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام،
وعلى آله صحبه
أجمعين إلى يوم الدين
ياأكرم
الأكرمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق