كيف تعرف أن بك سحر، وكيفية الوقاية من المس والسحر ومن الذين يعملون به
اخواني في الله أينما كنتم .. السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته،،
موضوع اليوم عن السحر والمس الشيطاني، وكيف نعرف أن شخص
ما مسحور أو به مس، وكيف نقي أنفسنا من هذا السحر ومن هذا المس، ومن الذين يعملون
به إما لإلحاق الضرر بخلق الله، أو كسبيل لأخذ أموال الناس بالباطل.
خصائص الشياطين
بداية .. الحق سبحانه وتعالى عندما أعطى للجن خصوصية
التشكل بالشكل الذي يريدون وكما يحبون، فالذي يختار منهم أن يظهر على شكل حمار،
يبقى حمار، والذي يريد منهم أن يعمل نفسه جمل أو أرنب يظهر على شكل جمل أو أرنب.
فالله سبحانه وتعالى أعطى لهم القدرة على التشكل.
كما أعطي لهم القدرة على الرؤية " إنه هو يراكم هو وقبيله من حيث لا
ترونهم" ،
ويملكون القدرة على النفاذ من الحواجز.
لكن اذا تشكل الشيطان بشيء حكمته صورة التشكل. بمعنى لو تشكل
بصورة إنسان وأنت معاك مسدس وبسرعة أطلقت عليه النار فإنه يموت. ولذلك الشيطان يخاف منك
أكثر مما تخاف منه. وده الشيء الذي حمي الإنسان من ألاعيب الشياطين ولذلك لا تظهر
الشياطين إلا ومضة، وبسرعة ثم تختفي لأنها تخشي أن يكون الرائي قد علم القضية عرف حكم
سورة الشورى فيهم فيمسكه. والنبي صلى الله عليه وسلم أمسك بالشيطان مرة، وهم أن يربطه بسارية
المسجد ليشاهده صبيان المدينة، ولكنه تذكر قول أخيه سليمان "رب هب لي ملكا لا ينبغي
لاحدا من بعدي"، فلم يفعل هذا الأمر رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
السحرة
ثم أن الذين يصنعون السحر للناس، من أين يرزقون؟ فالذي
يعلم السحر يرزق ممن لا يعلم السحر؟ شيء عجيب؟ فما معنى هذا، معنا أن هذا الشخص لو كان فالح كان فلح في أن
يرزق من دون اللجوء للناس! فطالما يعرف السحر فليذهب لخزينة ويأخذ منها ما يشاء
واذا قال مال الناس، فليذهب لركاز الأرض- الذهب المدفون بالأرض وغيره - بدل ما
يأخذ من هذا خمسة جنيهات، وآخر عشرة ، وثالث ألف طالما يعرف السحر.
علاقة الشياطين بالسحرة
والله سبحانه وتعالى قد أخبرنا وحكى لنا أن كثيرا من
الشياطين لهم اتصال والتصاق بكثير من الإنس، "وأنه كان رجالا من الإنس يعوذون برجال
من الجن فزادوهم رهقا". و " لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس". فكأنما
الشيطان قد مس التكوين الإنساني مساً أفسده استقامة ملكاته معه. فالتكوين الإنساني
له استقامة ملكات مع بعضها بحيث أن كل حركة لها نظام، فإذا مسه الشيطان حدث له
لخبطة، أي ملكات غير مستقمية ولا منسجمة مع بعضها فتبقي حركاته غير رتيبة وغير
مستقمية.
"ويتعملون منهم ما يفرقون به بين المرء وزوجه" .. هنا
الوقفة، يقولون ما ذنب المرء وزوجه لواحد يجيب سحر وأشياء ويفسد عليهم حياتهم؟ ما ذنبهم؟
نقول لهم.. وما ذنب الضعيف عندما يسلط عليه القوي بمسدس معه ليطلق عليه الرصاص
فيقتله؟ هنا واحد مكن بسبب يفتك، وهذا ممكن بسبب يفتك أيضاً، والفرق بينهما أن هذا سبب مادي معروف، وهنا سبب
غيبي غير معروف.
فالقضية واحدة، فالمسألة في أولها وفي آخرها أن شخص أعطي قوة
فاستعملها في غير منهج الله. ألا يوجد من يفرق بين المرء وزوجه بمسائل مادية؟ بأن
يشي بينهم وأن يضع بينهم ما يفسد العلاقات، يوجد أم لا... يوجد بالتأكيد! فكما يوجد
ذلك في الأسباب المادية الظاهرة، يوجد في الأسباب الغيبية أيضاً. فكما نحيله في المسائل الظاهرة نحيله في المسائل الأخرى.
وما دام يقبل الشيطان بالتشكل ألا يستطيع أن يتشكل بشكل قرد على
وجه المرأة ؟ فإذا نظر لها زوجها يرى فيها بشاعة ولا يطيقها.. يقدربالتأكيد،
ونفس الشيء اذا أراد أن يعمل بغض من المرأة للرجل، فتراه عندما يدخل عليها
كأنه وحش، يتصور لها بشكل كأنه وحش، فكل شيء ممكن!
اذا قد يوجد مس، وقد يوجد التقاء، وقد توجد معونة
"وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم"، وكان
الكلام ده قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يستمعون الأخبار، لأن
أخبار السماء تنزل كل عام لملائكة التنفيذ، فكانت الشياطين يستمعون ويذهبون لكهنتهم
يخبرونهم ببعض الحقائق، فالكهان يزيدوا عليها أشياء فيصدق شيء ويخيب شيء،
لكن الله
عصم أمه الإسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم من أن يسترق شيطان السمع وانتهت المسألة
ولم يبقي إلا ما بقى من السحر التي علمته الشياطين، ولذلك مادام التعليم من
الملكين "إنما نحن فتنة فلا تكفر" اذن كل من يحمله إنما ذهب إلى الكفر.
قصة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم
الذين تعرضوا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناله
شيء من السحر. فالعلماء واقفين في هذه المسألة فريقين وكلاهما محب لرسول الله صلى
الله عليه وسلم، الذي قال حدث لرسول الله ذلك محب لرسول الله، والذي قال لا لم
يحدث محب لرسول الله.
وهل علم أنه سحر أم لم يعلم؟ علم..
فكأن السلاح الخفي الذي
قد يبيته اليهود لرسول الله.. نقول لهم اطمئنوا هتعملوه وربنا سبحانه وتعالى سوف
يطلعه عليه. ولذلك قال طبه.. ومن طبه؟ قال لبيد بن الأعصم، أي سحره. وآتاه في
الرؤية وقال له وذهب لبئر ذروان ووجد العملية عبارة عن عملية سحر.
وعليك ألا
تعتقد أنه بتعلمهم ذلك يضرون أحدا إلا إن كان الله قد أذن بذلك.. وما هو بضارين به
من أحد إلا بإذن الله... إذن فإن طلاقة القدرة أعطت الطلقة وهي نفسها توقف الطلقة، ولكن
الله يبقي لأنهم يثقون في أن الساحر فاعل- أي أن الله يبقي أثر السحر لأن المسحور
يظن أن الساحر يفعل به مايشاء.
والذي يطيل أمد المسحورين أنهم يفتنون بالناس عن ربهم،
ولو فطنوا إلى قوله سبحانه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، لعلموا أنهم لا
يفتنون بقوله. ولقالوا له اعمل اللي تعمله، والله لو أرد الله بي الضرر لكان ولو لم يرد الضرر
ما ضررنا.
وبعزة الإيمان وكبرياءه لا تذهب لعالم ولا تذهب لخاخام ولا تروح لأي شخص.. أبداً. لأن كل من يعمل في هذه المسألة تلاقي شكلهم عليهم غضب من الله.
إذن الله سبحانه وتعالى الذي قال ذلك.. وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من
الجن فزادوهم رهقا.. أي زادوهم تعبا.
الوقاية والعلاج من السحر والمس
الذي يذكر حين يأتي أهله بسم الله اللهم جنبنا
الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. ينشأ وليده وليس للشطان عليه دخل، ولا
يمكن أن يؤثر فيه سحر، لأنك حين استنبته ذكرت المنبت، ومادام ساعة استنبته ذكرت
المنبت، يبقي بفضل الله في الحضانة والحصانة دائما، ولكن عندما تنسى المنبت، فإنك تتركه للتيارات الأخرى.
قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء، والذين لا يؤمنون في
آذانهم وقر وهو عليهم عمى. والقرآن واحد، ولا يكفي أن تقول فقط هذا قرآن، بل يجب أن تصفي أداة
الاستقبال للقرآن، فكيف نصفيها؟ بمنع حكاية الشياطين دي.
فهل اذا قلت: أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم، يبقي أنا أبعدت الشيطان؟ نعم.. لأنك أوردت على نفسك قصته مع
الله وقصته مع آدم فكل خاطر يبعدك عن المنهج سوف تنفيه، وبهذا تكون صفيت آله
الاستقبال للقرآن ليكون فعل القرآن كما يريده الحق سبحانه وتعالى.
الحق سبحانه وتعالى، كيف يحمي خلقه من هذه المسألة؟
يكفي أن تعلم أن الله يقول "وما هم بضارين به من أحدا إلا بإذن الله" فلو أنك
تتبعت هؤلاء لاستذلوك واستنزفوك وتركك الله لهم لأنك اعتقدت فيهم.
أما إن قلت: اللهم إنك قد أقدرت بعض خلقك على السحر والشر، ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر،
فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه، بحق قولك "وما هم بضارين به من أحدا إلا بإذن
الله" وبعد ذكل تقرأ ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ربنا:
قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، وما شر النفاسات في العقد،
ومن شر حاسد إذا حسد. بسم الله الرحمن الرحيم، قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله
الناس، من شر الواسوس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس.
يبقي إذا لو أن مسحور جاء له أمر وفهم أن ميزانه قد اختل
ونظرته للأمور قد اختلت، فما عليه إلا أن يسأل الله. بما احتفظ الله به لنفسه،
وهو قوله تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"
أنا أتحدى أن يستقبل أي إنسان أي شيء من فكرة السحر
بهذه الطريقة وبهذا الفكر وبهذا التصرف وبهذا الإيمان، إلا رد الله كيد الساحر في نحره.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله
للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق