صفات الذين يحبهم الله وعلامات حب العبد لله

الرئيسية أبواب الرزق حياة مطمئنة صفات الذين يحبهم الله وعلامات حب العبد لله

أبواب الرزقحياة مطمئنة

صفات الذين يحبهم الله وعلامات حب العبد لله

وجيه يونس 0

A+ A-

facebook twitter

صفات الذين يحبهم الله وعلامات حب العبد لله

أحبابي في الله أينما كنتم

سلاما من الله عليكم ورحمته وبركاته،،، أما بعد 

حديثنا اليوم عن موضوع في غاية الأهمية، فهو يكشف بوضوع عن علاما وصفات الذين يحبهم الله عز وجل، بالإضافة لسمات ودلائل حب العبد لله سبحانه وتعالى.

وهذا الموضوع يمثل أهمية كبيرة لأن كثير من الناس تقع في فخ تلبيس ابليس عليها أو في فخ خداع النفس، فتقنع نفسها أن الله سبحانه وتعالى يحبها أو أنها تحب الله بدون أن يكون لديها ما يدل على ذلك من أقوال أو أفعال. 

أولاً: علامات حب الله للعبد

حسن التدبير للعبد

من علامات حب الله للعبد حسن التدبير له فيربيه من الطفولة على أحسن نظام، ويكتب الإيمان في قلبه وينور له عقله، فيجتبيه لمحبته ويستخلصه لعبادته ويشغل لسانه بذكره، وجوارحه بخدمته. 

فيتولاه بتيسير أموره من غير ذل للمخلوق ويسدد ظاهره وباطنه ويجعل همه هماً واحداً، فإذا زاد في المحبة شغله به عن كل شيء. 

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ولن تؤمن - والله - حتى يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما

أن يتصف قلب العبد بالرفق واللين

ومن علامات حب الله للعبد أن يجعل في قلبه الرفق واللين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب أهل بيتا أدخل عليهم الرفق واللين، فاذا أحب الله عبدا جعله شفيقا رحيما على جميع عباده رفيقا بهم شديدا على أعدائه كما قال الله سبحانه: محمدا رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم، وقال عنهم: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، 

وضع القبول للعبد في الأرض

ومن علامات حب الله للعبد القبول في الأرض، والمراد به قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه والثناء عليه، قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد إلا وله صيتا في السماء فإذا كان صيته في السماء حسنا وضع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئا وضع في  الأرض. 

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس، وفي رواية ويحبه الناس عليه، قال: تلك عاجل بشرى المؤمن.

ابتلاء العبد في الدنيا

ومن علامات حب الله للعبد أن يبتليه بأنواع البلاء حتى يمحصه من الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. 

نعم أحبتي إذا الله قوما ابتلاهم وفرغ قلوبهم من الاشتغال بالدنيا غيرة عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة وجميع ما يبتليهم به في الدنيا من ضنك المعيشة وكدر الدنيا وتسليط أهلها ليشهد صدقهم معه في المجاهدة 

قال سبحانه: ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين، ونبلوا أخباركم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء.

حسن الخاتمة

ومن علامات حب الله أن يتوفاه على عمل صالح. فالإنسان عباد الله لا يدري بما يختم له عند الموت فعليه أن يسأل الله دائما حسن الختام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أحب الله عبدا عسله فقيل وما عسله يارسول الله فقال: يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله حتى يرضي عنه جيرانه أو قال من حوله. 

إعلم راعك الله أن الإنسان يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه. ولا يظلم ربك أحدا

ثانياً: علامات حب العبد لله

فادعاء يدعيه كثيرا من خلق الله، ولما كثر المدعون طلب الله منهم الدليل والبينة. أعلم راعاك أن محبة الله دعوة يدعيها كل أحد فما أسهل الدعوة وما اعز المعنى فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشطان وخداع النفس، اذا ادعت محبة الله تعالى ما يمتحنها بالعلامات ويطالبها بالبراهين، فالمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمارها تظهر في القلب واللسان والجوارح.

حب الخلوة والأنس بمناجاة ربه

فمن علامات حب العبد لله أن يحب الخلوة ويأنس بمناجاة الله وتلاوة كتابه، 

لله قوما أخلصوا في حبه فرضي بهم واختصهم خداما 

قوما اذا جنى الظلام عليهم باتوا هناك سجدا وقياما 

تمسي البطون من التعفف ضمرا لا يعرفون سوى الحلال طعاما. 

أوحى الله إلى بعض عباده إن لي عبادا من عبادي يحبوني وأحبهم وأشتاق إليهم ويشتاقون إلى ويذكروني وأذكرهم فإذا حذوت طريقهم أحببتك وإن عزلت عنهم مقتك. 

قال يارب وما علاماتهم قال: يرعون الظلال بالنهار كما يرعى الراعي الشفيق عنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب. 

فإذا جن الليل واختلط الظلام وفرشت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا أقدامهم وافترشوا وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوني بإمعان، فبين صارخ وباك وبين متأوه وشاكي وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد، بعيني ما يتحملون من أجلي وبسمعي ما يشكون من حبي فهنيئا لهم الله يحبهم وهم يحبونه. 

فمن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذ عنده وأطيب من مناجاة الله، كيف تصح محبته؟ فلا شيء ألذ للمحب من الخلوة بمحبوبه فلما أحبوه خلوا به وتضرعوا إليه بدعائهم 

حدث حديثهم لله ضرهم ففي حديثهم شربا واسكار 

أكرم من رجال لو رأيتهم وللظلام على الأجفان ستار 

تحسبهم موتى لا حراك بهم وهم مع الله اقبال وادبار

إن ينطقوا فتلاوات وأذكار أو يسكتوا فاعتبارات وأفكار 

فلما احبوا فرحوا بظلام الليل لأنه أحلى ساعة المناجاة والدعاء والخلوة برب الأرض والسماء.

يقول أحدهم أحب الليل للقاء ربي وأكره النهار لملاقاة الناس.  

اشترى أبي عبد الله النباتي جارية سوداء للخدمة فقال لها: قد اشتريتك فضحكت فحسبها مجنونة فقال أمجنونة أنت؟ فقالت: سبحان من يعلم خفيات القلوب. ما بمجنونة أنا ثم قالت: هل تقرأ شيئا من القرآن، قال نعم: فقالت: اقرأ على فقرأ عليها بسم الله الرحمن الرحيم فشهقت شهقة فقالت: ياالله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر؟

فلما جنى الليل وطئ فراشه للنوم، فقالت له أما تستحي من مولاك، أنه لا ينام وأنت تنام، ثم أنشدت عجبا للمحب كيف ينام جوف الليل وقلبه مستهام إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام، فارضي مولاك إن أردت نجاة وتجافي عن السباع الحرام. 

قال النباتي فقامت ليليتها تصلى فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول بحبك إياي لا تعذبني فلما انتهت قلت لها كيف عرفتي أنه يحبك؟ قالت: أما أقامني بين يديه! ولولا  سابق محبته لي لم أحبه أما قال: يحبهم ويحبونه!

ياابن آدم اهجر فراشك فإن الفراش غدا أمامك 

ياحبيب القلوب أنت حبيبي أنت أنيسي وأنت منى قريب 

ياطبيبا بذكره يتداوى كل ذي علة فنعم الطبيب 

طلعت شمس من أحبك ليلا واستنارت فيما تلاها غروب 

إن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليس تغيب 

فإذا ما الظلام أقبل سترا فإلى ربك تحن القلوب

الصبر على المكاره

ومن علامات حب العبد لله أن يكون صابرا على المكاره، والصبر عباد الله من آكد المنازل في طريق المحبة وألزمها للمحبين فإن بقوة الصبر على المكاره في مراد المحبوب يعلم صحة محبته ولهذا عباد الله كانت محبة أكثر الناس كاذبة!  

جعلني الله وإياكم من عباده الذين يحبهم ويحبونه

وختم لنا جميعا بحسن الخاتمة

الوسوم: أبواب الرزق حياة مطمئنة