جاري تحميل ... أحلامك هي حياتك

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

حياة مطمئنة

هل الميت يسمع ويشعر بالحي؟ ماذا تعرف عن عالم البرزخ؟


عالم البرزخ وما يحدث فيه

هل الميت يسمع ويشعر بالحي؟ ماذا تعرف عن عالم البرزخ؟


أحبابي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حديثنا اليوم عن عالم البرزخ، عالم ما بعد الموت، عالم ما بعد طلوع الروح من الجسد، عالم القبور، ومدى العلاقة بينهم وبين الأحياء. فهل يسمع ويشعر الأموات بالأحياء؟ وهل يعلم الأموات بأحوال الأحياء؟ وهل ينتفع الأحياء بدعاء الأموات؟ وهل يستأنس الأموات بزيارة أقاربهم من الأحياء؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجد اجابتها من خلال متابعة هذه المقالة، فتابع مع أخي وأختي في الله حتى تعم الفائة ويستفيد الجميع.

بداية، هل الميت يشعر ويسمع بالحي؟


هل الميت عنده إدراك يستطيع من خلاله التعرف على من يزوره ومن يكون بحضرته حين يموت؟

ما عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، أن الميت يشعر بالحي، وأن الميت يعرف سلام الحي عليه.

يعني الميت لما تعدي عليه في القبور، أو الميت لما بتسلم عليه بيعرف ويدرك ذلك وبيرد عليك السلام.

وعندما تزور من أقاربك في المقابر، أقاربك هؤلاء الذين في المقابر يشعرون بزيارتك.
لأنه لا يوجد عندنا أن الموت عدم محض، فالموت عندنا ليس عدما محضاً، وإنما هو انتقال من دار لدار.

عالم البرزخ وما يحدث فيه

أحوال الروح في الإنسان 

في حال الدنيا يكون الإدراك الأعظم للجسد والروح تابعة له. يعني مثلا تقدر تقول حوالي من70-80% للجسد والباقي للروح.

في حال البرزخ الإدراك الأعظم يكون للروح والجسد تابع لها.

أما في يوم القيامة فالإدراكان يتساويان.

لذلك تلاقي أن أكثر ما يسعد الإنسان في الدنيا أو أكثر ما يلتفت له هو الأعمال الدنيوية، تجده مثلاً عايز فلوس، وعايز يخرج، وعايز يتزوج امرأة جميلة، وعايز يأكل، وعايز يبني بيت جميل.
فكل ما يهتم لأجله الإنسان في حياته الدنيوية بتكون في الغالب أمور مادية.

وعند انتقاله بعد ذلك لعالم البرزخ يبدأ يتكون عنده إدراك ورؤية ومعرفة لكن الجسد قد بلي، والأعضاء التي يستطيع التصرف من خلالها بليت هي الأخرى وأكلها التراب، لكن الروح باقية ولا تفنى وموجودة، وعندها يبدأ إدراك الحقيقة وأن اللذة الحقيقية وأن النعيم الحقيقي هي الأعمال الدينية التي قدمها الإنسان في حياته، والتي كان يرجو بها وجه الله سبحانه وتعالى.

الميت يشعر بالحي عند زيارته


سيدنا الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الروح يقول: هل الميت يشعر بالحي لما يزوره؟
ثم حكى قصة لشخص كان يزور أباه دائما ويجلس عند قبره، وفي مرة كان فيه جنازة في المقبرة فحضر الجنازة واستعجل ومشي ولم يجلس عند قبره أباه مثل كل مرة. 

ثم غلبته عيناه فرأى والده في المنام فقال له والده: لماذا لما لم تحضر وتجلس كما كنت تفعل كل مرة؟ قال له: ياأبي وأنك لتعلم بي إذا جئت؟ قال: أي بني أي والله لأزال أطلع عليك حين تخرج وتأتي فتجلس عندي ثم تعود إلى بيتك مرة أخرى.

ولذلك، ولولا أن للميت إدراك وله معرفة لما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلام على الأموات. وإلا ما فائدة السلام على الأموات إذا كانوا لا يشعرون بهذا السلام؟

وما هي الفائدة بأن تخاطبهم بالسلام بقولك السلام عليكم أهل الديار؟ لماذا تقول عليكم لماذا تخاطبهم بلغة الخطاب إلا إذا كانوا يشعرون وأن هناك إنسان يخاطبهم وأن هناك حي يتكلم أو يتحدث إليهم.

لذلك ابن القيم رحمه الله تعالى قال: وما أجرى الله سنته ولا عادته بأن أمة بلغت مشارق الأرض ومغاربها تخاطب الميت ويكون خطابها للميت بمنزلة خطاب الجمادات. 

يعني يقول لنا هل هذه الأمة التي هي أكمل الأمم عقولا وأوفرها علما والتي جاءها الوحي يكون دينها يأمرها بمخاطبة الأموات والسلام عليهم والميت مثله مثل الجماد لا شايف ولا داري ولا حاسس ولا شاعر بأي حاجة خالص

وهذا وإن استحسنه البعض فالعامة أو الأكثر على استهجانه أو استقباحه، يعني هذ فكر غير سوي والعقل ينفر منه.

لذلك شيخ الإسلام ابن تيميه لما سأل هل يسمع الميت الحي؟
قال: نعم يسمع الميت الحي. ولكن قال: في بعض الأحوال كما أن الحي في بعض الأحوال قد تعرض له عوارض، فتجعله لا يسمع الحي الموجود معاه! يعني الحي ممكن في أوقات وأحوال لا يسمع الحي، فممكن تكلم إنسان وهو في عالم آخر وملكوت ثاني، ولكن آذانه صاحية. 

وهذا دليل على إنما نشعر بأرواحنا وبقوة عاقلة فينا ليست هي الجسد الطيني، بدليل أنك ممكن تكلم إنسان وهو مش مركز معاك خالص، مع أن عقله سليم وحواسه سليمة وإدراكاته سليمه، بس روحه في هذه اللحظة التي كلمته فيها، لم تكن مركزة معاك. فحاسة السمع أو حاسة الإدراك السمعي في تلك اللحظة وقفت ولم تعمل.

لذلك يجب التركيز هنا جيدا، لأن بعض الناس تقول أن الإنسان ما هو إلا جسد، وما هو إلا مادة، مفيش حاجة اسمها روح، وهذه الروح خرافة وخزعبلات.  

وإنما الحق أن الإنسان لديه طاقة ويشعر بها، هذه الطاقة اذا خرجت من جسده، خلاص أصبح الجسد لم يعد له أي فائدة، لذلك يبدأ سبحان الله في التعفن والتحلل ويزرق وينفجر إلى آخره.

فالإمام ابن القيم يقول: زي ما الحي أحياناً قد تعرض له عوارض لا يسمع بها الحي، كذلك الميت الذي في قبره أحياناً قد لا يسمعك. كما أن الله إذا شاء لم يسمعك الحي، كذلك الله إذا شاء لا يسمعك الميت.

ولكن في الجملة وفي العموم: هل يسمع الميت الحي؟ أم لا يسمعه.
ابن تيميه قال نعم، وابن كثير، والقرطبي والحافظ ابن أبي الدنيا، وكثير من أئمة السلف والخلف ذكروا هذا الأمر.

عالم البرزخ وما يحدث فيه

إذن .. فعلاً لما حد يموت الميت يحس بالأحياء.
وعند زيارة شخص في قبره يشعر الميت بالزائر وبزيارته.

لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم، ولأن السلف رضوان الله عليهم ذكروا هذه الأمور. وسيدنا النبي صلى الله عليه وأله وسلم قال: إذا وضع الميت في قبره وإنه ليسمع قرع نعالهم.

إذن الميت سامع وعارف أن أقاربه كانوا عنده والآن ذاهبين وتاركينه. وقال صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل يمر على قبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه، إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. إذن هذا موجود.

هل يعلم الميت أحوال وأخبار الحي من أقاربه؟


هل أهلنا من الأموات يعلمون أحوالنا أو يستشعرون بأحوالنا؟
الإجابة: نعم.

الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الأموات. أعمال بني آدم أعمال الناس التي على قيد الحياة تعرض على أقاربنا في قبورهم. فإن رأوا خيراً، حمدوا الله واستبشروا، وقالوا: اللهم هذا فضلك ونعمتك فأتمم فضلك ونعمتك، وإن رأوا شراً، لو رأوا أعمالنا سيئة وغير نافعة وغير صالحة، قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا.

إذن من هذا الحديث نعلم أن الأموات يعلمون بأحوال الأحياء، وأن الأموات يعرض عليهم عمل الأحياء، وأن الأموات يدعون الله عز وجل.

الميت يدعو ربنا ويقول: اللهم هذا فضلك ونعمتك فأتمم فضلك ونعمتك عليهم. الميت يدعو للحي: اللهم اهديهم، اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا.

فالحاصل أن إدراكات الإنسان بعد الوفاة ليست كإدراكات الحياة الدنيا، في الدنيا موجودة وشغالة بس محجوبة بالجسد الطيني.

لما الإنسان يموت المسألة تصبح مختلفة، بدليل لما الإنسان يموت وعما يغسلوه ويكفنوه وتذهب الجنازة للقبر، تكون الروح طلعت السماء وسجلت في عليين لو روح صالحة إن شاء الله ونزلت مرة ثانية للأرض.

كيف تتم هذه الأحداث في هذ الوقت القصير؟ كيف في  ساعات محدودة فقط ؟ بينما أنت في الكام ساعة دول لو راكب صاروخ يادوب فقط تخرج من الغلاف الجوي. إنما شوف بيأخذ قد آيه لما توصل السماء وتروح وتنزل وتفتح لها أبواب السماء وتقيد وترجع.

لذلك أحد السلف الصالح يقول: إن الميت حين يموت إنه ليرى أهله ويرى أحوالهم وإنهم ليغسلونه ويكفوننه وإنه لينظر إليهم.

إذن هنا الميت لا يرى بعينيه ولكن الروح هي التي ترى ذلك كله، كشف الله عنها الحجب وكشف عنها الأستار فرأت الحقائق وأبصرت الأنوار. هذا ما يحدث عندما يموت الإنسان. خلاص الوضع اللي أنت كنت في الحياة تعيش به وكان يقيدك، هذا الجسد المادي ينتهي ويزول.

عالم البرزخ وما يحدث فيه

والخلاصة


نخرج من هذا الكلام بأن:
الميت يدرك الحي!
الميت يسمع الحي!
الحي قد يرى الميت في المنام!
الحي ينتفع بدعاء الميت له!

لذلك لا تقصر في زيارة أبوك وأمك وأقاربك بعد موتهم، علشان بيحسوا بيك، أوعى تفكر أنك لما بتكون في زيارة أقاربك في المقابر أنهم غير حاسين بيك، فهم يشعرون بوجودك ويأنسون بأنك 
تزورهم.     

لذا يجب زيارة الأقارب الأموات، وأن نصلهم ولا نقصر في حقهم، لأنهم يفتقدوننا ويفتقدون زيارتنا لهم، يفتقدون جلوسنا عندهم.

اذهب لقبر أبوك وأمك واجلس نصف ساعة أو ساعة واتكلم وخذ معاك أولادك، وعرفهم بأننا نزور أقاربنا: بابا وماما والجد والجدة، ونظل ندعو لهم، لكي يظل هناك تواصل، وعلشان ربنا سبحانه وتعالى يكتب الإنس لهؤلاء الأموات بك في حياتك ويكون ذلك ثواب لك عند الله عز وجل.

فالرسول صلى الله عليه وأله وسلم حينما جمع أهل القليب في يوم بدر وأخذ يناديهم يافلان ابن فلان بأسمائهم هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فسيدنا عمر بن الخطاب قال: يارسول الله أنت تكلم جيف، هؤلاء أموات. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما انت بأسمع لي منهم. بمعنى أنت لا تسمعهم أكثر مني، أنا سامعهم وعارف بأحوالهم أكثر منك ياعمر!

عالم البرزخ وما يحدث فيه

وإن شاء الله نكثر من زيارة الأموات لنأنس بهم ويأنسوا بنا، وندعو لهم لننتفع بدعائهم أيضاً لنا.

ختم الله لنا بالإيمان وجعلنا وإياكم من عباده الصالحين الواصلين


الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *