فتن آخر الزمان بوصف يجعلك تتفكر في حالك وتتدبر أمرك

الرئيسية أبواب الرزق حياة مطمئنة فتن آخر الزمان بوصف يجعلك تتفكر في حالك وتتدبر أمرك

أبواب الرزقحياة مطمئنة

فتن آخر الزمان بوصف يجعلك تتفكر في حالك وتتدبر أمرك

وجيه يونس 0

A+ A-

facebook twitter

فتن آخر الزمان بوصف يجعلك تتفكر في حالك وتتدبر أمرك 

أحبتي في الله أينما كنتم

سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد

كثير من الناس قرأ عن فتن آخر الزمان، ولكن القليل من تفكر فيها وتدبر حاله، وعرف اين يقف، وكيف يصلح من حاله ويستعد أو ينجو من هذه الفتن. وفي هذه المقالة سوف نتناول جزءً من هذه الفتن، ونبين كيف النجاة منها والخروج بسلام من هذه الدار الفانية.

فتن الدهر والأمم

أيها الأخوة الكرام، يحكي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلس في جمع من الصحابة في زمنه، وفيهم حذيفة بن اليمان. فسأل عمر بن الخطاب أصحابه: أيكم سمع من النبي صلى الله عليه وآله سلم حديث الفتنة، فتنة آخر الزمان، ايكم سمع الحديث؟

فقال بعضهم: نحن سمعنا ياأمير المؤمنين. قال: أتعنون فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره؟ قالوا نعم هذه هي الفتنة. قال: لا، هذه الفتنة تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر والنهي عن المنكر.

إنما أعني الفتنة التي تموج موج البحر، الفتنة التي تغرق الأمة، الفتنة التي تعصف بالأمة، من سمع حديثاً عن هذه الفتنة؟ أما الفتن التي يصاب الإنسان بها في أهله فهي ابتلاءات واختبارات. وبعض فتن الدنيا وملذاتها يختبر الإنسان بها سواء أكانت شراً أم خيراً، وهذه موجودة الدهر ولكل الأمم.

فتن آخر الزمان

لكن عمر رضي الله عنه، ما قصد هذا، عمر رضي الله

عنه، عنى فتن تغرق الأمة، تموج بالأمة موج البحر، فقال أيكم سمع هذا؟ قال حذيفة: ولم يكن قد أجاب قبل، قال أنا ياأمير المؤمنين، وكأنه لم يبدأ بالإجابة عن هذه. 

قال: وما تعرف عنها ياحذيفة، ما تعرف عن هذه الفتن؟ قال: ياأمير المؤمنين: تعرض الفتن على الأمة كعرض الحصير عوداً عوداً، فتن متراكبة متلاصقة متجمعة، فأيما قلب اُشربها نكت في قلبه نكتة سوداء. أي قلب أنكرها؟ أعوذ بالله، معاذ الله، الله الغني، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء.

الآن فيه فتنة المرأة في الطريق، كل مفاتنها ظاهرة، فتنة المحمول، تنقل عبر المحمول أفلام إباحية ومشاهد ساقطة. فتنة الشاشة فما أكثر المحطات الفضائية الإباحية، الانترنت فتنة، فما أكثر المواقع الإباحية به بالملايين. 

الانترنت فتنة، الشاشة فتنة، المحمول فتنة، المرأة في الطريق فتنة، المجلة فتنة، الصحيفة فتنة، الجامعة فتنة. وترك العلم الشرعي فتنة، والوقوع في الذنوب والمعاصي فتنة، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المعروف من أعظم الفتن، وانتشار الشرك حتى يصبح الرجل مؤمن ويمسي كافراً فتنة.

قال صلى الله عليه وأهله وسلم: بادروا بالأعمال - أي أسرعوا بالأعمال قبل أن تأتي هذه الفتن، بادروا بالأعمال، فتناً كقطع الليل المظلم، أي ليل، الليالي أنواع، هناك ليال مضيئة في الشهر، ينير القمر فيها ولربما أضاءت بعض الكواكب فيها، لكن وصف النبي عليه السلام  أي ليل، قال: كقطع الليل المظلم! ليس أي ليل! الليل المظلم، 

هكذا الفتن تأتي، لا نور بينها ولا ضوء خلالها، ظلام بعده ظلام أمامه ظلام وخلفه ظلام وفوقه ظلام وتحته ظلام، ليل كله مظلم كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً- يأتي على الناس زماناً هكذا! في صباحه مؤمن يعبد ربه يؤمن به ويمسي - ما يمسي المساء - إلا وقد كفر بالله جل وعلا! هكذا هي الفتن! يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا!

انظر للنصف الثاني من الفتن آخر الزمن، يقول اسامه: أشرف النبي معنا صلى الله عليه وآله وسلم على أطم من أطمام المدينة - مجموعة من البيوت في المدينة - ثم قال لأصحابه: هل ترون ما أرى؟ قلنا لا يارسول الله. 

قال: تنزل الفتن على هذه الأمة كما هي مواقع القطر من السماء، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أرأيتم مواقع المطر كيف تنزل؟ هل تبقي بيتاً دون آخر؟ هل تبقي فرجة دون أخرى؟ تبحث مواقع القطر من كثرتها على كل شق أو فرجة وربما دخلت بعض البيوت وأغرقتها، هكذا الفتن آخر الزمان.

لماذا فتن آخر الزمان

لأن الجنة غالية، لأن المطلب نفيس، لأن الجنة لا يعدلها أي تعب في هذه الدنيا، صار الطريق إليها صعباً، محفوفاً بالمكاره، فيه الشوك، ونثرت فيها المتاعب والعقبات.

لكن من الصابر في آخر الزمن؟ القابض على دينه كالقابض على الجمر! كالقابض على الجمر! ولهذا الله جل وعلا أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم سيموت، وستبدأ الفتن ويظهر الصابرون، هل رأيت وصفاً أدق من قطع الليل المظلم، هل رأيت تعبيراً أوضح من أعواد الحصير المتراكبة، هكذا الفتن.

النجاة من فتن آخر الزمان

وترك الله عز وجل أمرين، وترك النبي صلى الله عليه وسلم أمرين، إن تمسكنا بهما ثبتنا أيام الفتن، قال: تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، ما الذي ترك؟ كتاب الله وسنتى! 

فعليك ياعبد الله بقراءة القرآن، ثبت نفسك بالمصحف، تدبر كتاب الله عز وجل فلا مثبت في هذا الزمن ككتاب الله، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا، اقرأ وتدبر، اقرأ شيء من التفسير، احضر مجالس تتعلم فيها أحكام القرآن وتفسير القرآن ومعاني كلام الله جل وعلا، إنه حبل الله المتين، من تمسك به نجا. 

وعليك بسنة الهادي الحبيب صلى الله عليه وسلم، انظر إلى سيرته، تمعن في حياته، اقرأ أحاديثه، ألتزم أوامره واجتنب نواهيه، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة، كل من خالف أمر النبي أصابته فتنة في هذه الدنيا أو يصيبه العذاب الأليم سواء في الدنيا أو الآخرة.   

فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها وما لم يظهر
ونسألك ياالله حسن الخاتمة لنا ولجميع المسلمين

الوسوم: أبواب الرزق حياة مطمئنة